وقد ختمت الرسالات برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [1].
فكان محمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً للعالمين، وليس خاصاً بقومه من العرب كما كان الأنبياء والمرسلون قبله يرسلون إلى أقوامهم؛ وذلك لأن رسالته هي خاتم الرسالات، ودينه هو الباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [2]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [3].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون».
وفي رواية: «كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود» [4].
وقد بين الله تعالى أنه علم هذا الرسول من العلوم ما لم يكن يعلم، قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [5].
وقد أمره الله تعالى أن يدعوه بطلب زيادة العلم، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [6]. فهذا العلم - ومنه العلم بالآيات الكونية - الذي جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هو من الوحي الذي أوحاه الله تعالى إليه. [1] الأحزاب: 40. [2] الفرقان: 1. [3] الأنبياء: 107. [4] صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: 1/ 370 - 371 برقم (521، 523). [5] النساء: 113. [6] طه: 114.