المطلب الثاني: الهدي النبوي تجاه الآيات الكونية
قد بين الله تعالى في كتابه العزيز أن ما فضل به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على غيره من البشر إنما هو بالوحي.
قال جل ذكره: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [1].
فهو -صلى الله عليه وسلم- بشر من بني آدم، ليس له من الأمر شيء، وإنما فضله الله وخصه بالوحي الذي أوحاه إليه، وأمره بإتباعه والدعوة إليه [2].
والوحي يشمل القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ الذين جاء بهما محمد -صلى الله عليه وسلم- من عند الله، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [3]، وقال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [4].
وقد أمر الله -عز وجل- بطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في آيات كثيرة، وبين أن طاعته من طاعة الله تعالى، وليس ذلك إلا لأنه يتكلم بالوحي وينطق به ويأمر بشريعة الله تعالى ويبين سنن الهدى التي أمره الله تعالى أن يبلغها، قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [5]، وقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [6]. [1] الكهف: 110، فصلت: 6. [2] انظر: تفسير الطبري: 24/ 107، وتفسير ابن كثير: 3/ 114، وتفسير ابن سعدي: 4/ 1564. [3] النجم: 3 - 4. [4] يونس: 15. [5] النساء: 80. [6] المائدة: 92.