اسم الکتاب : الإعجاز العلمي إلى أين المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 189
فسَّرها بأرض الأردن وفلسطين، وهذه بعض شواهد الإعجاز في القرآن وهي كثيرة ومتجددة) [1].
إن النتيجة التي يريد أن يصل إليها الشيخ الفاضل أن (أدنى) في الآية بمعنى (أخفض)، والسؤال القائم كالآتي:
هل يمكن (الجزم) بأن هذا المعنى مرادٌ من الآية؟
إذا كان نعم، فما الدليل؟
وإذا كان لا، فإن معنى هذا أن دلالة الآية على هذا الاكتشاف الذي يُقال بأنه حقيقة علمية دلالة احتمالية ظنية، وما دام دلالة احتمالية ظنية فأين مقام الإعجاز؟!
وأما قوله حفظه الله: (فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن)، فإن دعوى الاتفاق ظنيٌّ وليس يقينيّاً، فهو في نظر بعض الناس فقط، وهذا محل نظر واجتهاد، فالحقيقة العلمية قد تكون صحيحة، والآية الشرعية لا خلاف فيها، لكن الخلاف في دعوى الاتفاق والربط بين هذه الحقيقة العلمية وتلك الحقيقة الشرعية، وهذا الاتفاق الظني هو مناط الإعجاز العلمي عند المعتنين به.
ولا يخفى على من ينظر في كلام بعض المعتنين بالإعجاز من إيراد تفسيراتهم بالإعجاز العلمي على أنها حقٌّ مطلقٌ، ويعبِّرون بعبارات توهم هذا، ومن ذلك قول الشيخ الفاضل هنا: {غُلِبَتِ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} {فِي أَدْنَى الأَرْضِ} [الروم: 2 - 3] أي: في تلك البقعة المنخفضة .. فكيف عرف محمد صلّى الله عليه وسلّم ومن أخبره بذلك؟
فقوله هذا يلزم منه أن محمداً صلّى الله عليه وسلّم عرف هذا المعنى، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلّى الله عليه وسلّم بهذا المعنى.
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلّى الله عليه وسلّم بهذا المعنى، [1] ينظر كلامه على هذا الرابط: http://www.nooran.org/0/ 3/3 - 1.htm.
اسم الکتاب : الإعجاز العلمي إلى أين المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 189