responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل    الجزء : 1  صفحة : 322
أريد بمعنى وما أقصد أي على التضمين، وما أقصد لأجل مخالفتكم إلى ما أنهاكم عنه ولذلك قال الزجاج: وما أقصد بخلافكم إلى ارتكاب ما أنهاكم عنه. وذكر الآلوسي: في الكلام فعل محذوف معطوف على المذكور، أي وأميل إلى ... ويجوز أن يبقى أخالف على ظاهره من المخالفة، ويكون أن وما بعدها في موضع مفعول به لأريد ويقدر: مائلا إلى ... أو يكون (أن) وما بعدها في موضع المفعول به و (إلى) متعلق بـ أريد، أي وما أقصد لأجل مخالفتكم إلى ما أنهاكم عنه. وأما أبو السعود فقال: ضمن (أريد) معنى (أقصد) فعداه بـ (إلى).
أقول: شعيب عليه السلام يكرر نصحه للذين مردوا على الانحراف في السلوك والفساد في التعامل والاستغلال في الكسب في البخس والتطفيف، وهو تاجر مثلهم وقد رزقه اللَّه الرزق الحسن المبارك، فإذا نهاهم عن الغش في الميزان والمكيال فلا يمضي من خلفهم ليفعل ما نهاهم عنه من ألوان الفساد، فقد ضمن (أراد) معنى (قصد أو ابتغى) والمتعدي بـ (إلى) فصار المعنى وما أقصد ولا أبتغي إلى ما نهيتكم عن مخالفتكم إلى البخس في المكيال والتطفيف في الميزان لأحقق لنفسي نفعا، وبعض المخالفات لون من ألوان المخادعة والمداورة والمراوغة.
الالتزام بالعقيدة والمسعى الطيب، والخلق القويم، إنما يُفوت الكسب الخبيث، يُضيع الفرص القذرة، معوضا عنها بالكسب الطيب والرزق الحلال.
والمجتمع الصالح النظيف لا غَدْر فيه ولا غش ولا رَوَغان.

اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست