اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل الجزء : 1 صفحة : 321
أصابتهم فتنة يختلط فيها الحق بالباطل ولا يتميز خير من شر.
أرأيت إلى التضمين في توجيهه للمعاني عند تقرير حال أوضاع الحروف؟ وكيف تسري أحكامها في أحناء الجملة وحواشي التركيب؟!.
وإنما يفطن له من دُفع في مسالكه وصدق القائل:
* وتحت الرُغْوة اللبنُ الفصيح *
* * *
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) (1).
المعنى: لست أريد أن أفعل الشيء الذي نهيتكم عنه. يقال: خالفني فلان إلى كذا، إذا قصده وأنا مولٍّ عنه، وخالفني عنه: إذا ولَّى عنه وأنا قاصده.
حكى أبو حيان. ومثله الزمخشري فقال: يلقاك الرجل صادرا عن الماء فتسأل عن صاحبه فيقول: خالفني إلى الماء يريد أنه ذهب إليه واردا وأنت عنه صادراً. ومنه قوله سبحانه: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى) يعني أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها لأستبد بها دونكم.
تتعلق (إلى) بمحذوف: أي مائلا إلى ما أنهاكم عنه. ولذلك قال بعضهم: فيه حذف يقتضيه (إلى) تقديره: وأميل إلى أو يبقى (أَنْ أُخَالِفَكُمْ) على ظاهر ما يفهم من المخالفة ويكون في موضع المفعول به لأريد وتقديره: مائلا إلى، أو يكون (أَنْ أُخَالِفَكُمْ) مفعولا لأجله وتتعلق (إلى) بقوله: وما
اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل الجزء : 1 صفحة : 321