اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 541
عن أبي عليٍّ الجُبَّائيِّ (ت:303) أنَّه فسَّرَ الحجارةَ بالبردِ الذي يهبطُ من السحابِ تخويفاً من الله تعالى لعباده، ليزجُرَهم به [1].
قال الإمامُ ابن كثيرٍ (ت:774): «قال القاضي الباقلاَّنيُّ [2]: وهذا تأويلٌ بعيدٌ [3]، وتبعه في استبعاده فخر الدِّين الرَّازي [4]، وهو كما قالا، فإنَّ هذا خروج عن ظاهر اللَّفظِ بلا دليلٍ، والله أعلم» [5].
ولستَ تجدُ في لغةِ العربِ أنَّه يطلقُ على الحجارة البَرَدُ أو العكس [6]، ولمَّا كانَ أبو عليٍّ الجُبَّائيِّ (ت:303) لا يرى وجودَ الإحساسِ في الجماداتِ، [1] ينظر: مفاتيح الغيب (3:121)، وتفسير ابن كثير (1:204 - 205)، وقال عنه الماوردي: «وهذا قول تفرَّد به بعض المتكلمين». النكت والعيون (1:146)، وكذا حكاه الوزير المغربي عند الآية نفسها في كتابه المصابيح في تفسير القرآن، ورقة: 19، وجعله الكرماني من العجيب. غرائب التفسير (1:151). [2] محمد بن الطيب بن محمد، أبو بكر الباقلاني، القاضي الأشعري المتكلم، وكان سريع البديهة، له قصص في ذلك مشهورة، منها ما كان من إرساله إلى ملك الروم، وقد صنَّف في الردِّ على الرافضة والمعتزلة والخوارج وغيرهم، ومن كتبه: إعجاز القرآن، توفي سنة (403)، ينظر: تاريخ بغداد (5:379 - 383)، شذرات الذهب (3:168 - 170). [3] نقله عن الرازي في تفسير مفاتيح الغيب (3:121). [4] لم ينصَّ الرازي على استبعاده، إلاَّ أن قلتَ: إنَّ نقله قولَ القاضي وعدم الاعتراضِ عليه دليلُ على اتباعه له، والله أعلم.
والرَّازي: محمد بن عمر بن الحسين، المعروف بالفخر الرازي، الأصولي، كان أشعريًّا فيلسوفاً، ثمَّ ترك هذه العقائد آخر عمره، وله وصية مشهورة في ذلك، وقد كان كثير التصنيف، ومن تصانيفه كتاب التفسير الكبير، المسمى: مفاتيح الغيب. توفي سنة (606)، ينظر: سير أعلام النبلاء (21:500 - 501)، والوافي بالوفيات (4:248 - 259). [5] تفسير القرآن العظيم، تحقيق: السلامة (1:305). [6] ينظر مثلاً: الروايات الواردة عن السلف في تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (2:239 - 241)، وينظر: مادة (حجر) ومادة (برد) في لسان العرب وتاج العرس، فإنه لم يرد فيها هذا المعنى الذي ذكره الجبَّائي.
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 541