اسم الکتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 531
ما يسمّى ب (التّنكيس) في القراءة وارد على معنيين:
الأوّل: قراءة السّورة معكوسة، وقد يفعل للإبانة عن تمكّن الحفظ، فيبدأ من آخر السّورة إلى أوّلها بعكس الآيات.
وهذا الفعل مذموم قبيح، وعليه يتنزّل الذّمّ الوارد عن بعض السّلف في التّنكيس في التّلاوة.
فعن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: قيل لعبد الله بن مسعود: إنّ فلانا يقرأ القرآن منكوسا، فقال عبد الله: «ذاك منكوس القلب» [1].
وقبح هذا من جهة أنّ ترتيب السّورة توقيفيّ، كما بيّنّاه قبل؛ فلذا يجب التّرتيب في تلاوة الآيات كما هي في السّورة.
قال ابن مفلح المقدسيّ: «وعند شيخنا- يعني ابن تيميّة- ترتيب الآيات واجب؛ لأنّ ترتيبها بالنّصّ» [2].
والثّاني: التّنكيس في السّور، كأن يقرأ (النّاس) ثمّ (الفلق).
فهذا جائز لا يتناوله ذمّ، إلّا فيما بين الفاتحة وغيرها في الصّلاة؛ لأنّه [1] أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: 30298) وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص: 119) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: 2312، 2313) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، به. وإسناده صحيح. [2] الفروع (1/ 421)، وانظر: «مجموع الفتاوى» (13/ 214)، «التّبيان» للنّوويّ (ص: 50).
اسم الکتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 531