responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النكت في إعجاز القرآن المؤلف : الرماني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 83
ببالغه} فهذا بيان قد أخرج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه , وقد اجتمعا في الحاجة إلى نيل المنفعة , والحسرة بما يفوت من درك الطلبة , وفي ذلك الزجر عن الدعاء إلا لله عز وجل الذي يملك النفع والضر , ولا يضيع عنده مثقال الذر. وقال عز وجل {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} وهذا بيان قد أخرج ما لم تجر به عادة إل ما قد جرت به العادة , وقد اجتمعا في معنى الارتفاع في الصورة , وفيه أعظم الآية لمن فكر في مقدورات الله تعالى عند مشاهدته لذلك أو عمله به ليطلب الفوز من قبله , ونيل المنافع بطاعته. وقال عز وجل: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض} الآية , وهذا بيان قد أخرج ما لم تجر به العادة إلى ماقد جرت به وقد اجتمع والمشبه به في الزينة والبهجة ثم الهلاك بعده. وفي ذلك العبرة لمن اعتبر, والموعظة لمن تفكر في أن كل فان حقير وإن طالت مدته , وصغير وإن كبر قدره , وقال عز وجل: {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر , تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر} وهذا بيان قد أخرج ما لم تجر به عادة إلى ما قد جرت به , وقد اجتمعا في قلع الريح لهما , وإهلاكها إياهما , وفي ذلك الآية الدالة على عظيم القدرة والتخويف من تعجيل العقوبة , وقال عز وجل: {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} فهذا تشبيه قد أخرج ما لم تجر به عادة إلى ما قدر جرت به , وقد اجتمعا في الحمرة , وفي لين الجواهر السيالة وفي ذلك الدلالة على عظيم الشأن ونفوذ السلطان , لتنصرف الهمم بالأمل إلى ما هناك , وقال عز وجل: {اعلموا

اسم الکتاب : النكت في إعجاز القرآن المؤلف : الرماني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست