اسم الکتاب : الواضح في علوم القرآن المؤلف : مصطفى ديب البغا الجزء : 1 صفحة : 56
ومما ذكرناه تعقيبا على الأقوال الثلاثة المتأخرة يترجح القول الأول، وهو أنّ أوّل ما نزل صدر سورة (اقرأ).
2 - آخر ما نزل:
أما آخر ما نزل من القرآن، ففيه أقوال كثيرة أصحّها وأشهرها أنّه قول الله تعالى في سورة البقرة: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281]. فقد أخرج النسائي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية آخر ما نزل من القرآن [1] وعاش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد نزولها تسع ليال.
ومن الأقوال التي وردت «[2]»:
أن آخر ما نزل قوله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ وهي خاتمة سورة النساء.
أو أن آخر ما نزل هو سورة الفتح: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ.
أو أن آخر ما نزل سورة المائدة، وفيها قول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: [3]].
وأصح ما يجاب به عن هذه الأقوال؛ أنها أواخر نسبية: فآية الكلالة آخر ما نزل في المواريث، وأن سورة المائدة آخر ما نزل في الحلال والحرام، وقد اتفق العلماء على أن آية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... [المائدة: [3]] نزلت يوم عرفة من حجة الوداع [3].
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكى لما نزلت هذه [1] رواه النسائي في التفسير من السنن الكبرى (11057) و (11058). [2] وهذه الأقوال ليس فيها قول مرفوع إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإنما هي مستندة إلى اجتهادات الصحابة. وانظرها في الإتقان (1/ 86 - 91) طبعة دار ابن كثير الثانية 1414 هـ. [3] انظر الإتقان (1/ 91).
اسم الکتاب : الواضح في علوم القرآن المؤلف : مصطفى ديب البغا الجزء : 1 صفحة : 56