responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 304
بالقراء، وإنّي أخشى ان يستحرّ القتل [1] بالقراء في سائر المواطن، فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه، فقلت لعمر: كيف تفعل [2] شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟.
فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدره، ورأيت فيه الذي رآه.
فقال أبو بكر: إنّك شاب أو رجل عاقل، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا نتهمك [3] فاكتبه. قال [4]: فو الله [5] لو كلّفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ منه، فقلت لهما: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟
قال أبو بكر وعمر: وهو والله خير، فلم يزل أبو بكر وعمر يراجعاني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح الله [6] له صدرهما، ورأيت فيه الذي رأيا، فتتبّعت القرآن أنسخه من الصحف [7] والعسب [8] واللخاف [9] وصدور الرجال حتى فقدت آية كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ بها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ .. [10] فالتمستها

[1] كلمة (القتل) ساقطة من ظق.
[2] في د وظ: كيف نفعل.
[3] ذكر له أربع صفات مقتضية خصوصيته بذلك:
أ) كونه شابا فيكون أنشط لما يطلب منه.
ب) وكونه عاقلا فيكون أوعى له.
ج) وكونه لا يتهم فتركن النفس إليه.
د) وكونه كان يكتب الوحي فهو أكثر ممارسة له.
وهذه الصفات التي اجتمعت له قد توجد في غيره لكن مفرقة، اه.
تحفة الأحوذي 8/ 513، وراجع مناهل العرفان 1/ 250.
[4] في د وظ: فقال.
[5] في د وظ: والله.
[6] لفظ الجلالة ليس في بقية النسخ.
[7] يقول ابن حجر: «الفرق بين الصحف والمصحف: أنّ الصحف: الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر، وكانت سورا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها أثر بعض. فلمّا نسخت ورتبت بعضها أثر بعض صارت مصحفا» اه. فتح الباري 9/ 18.
[8] جمع عسيب وهو سعف النخل. جامع الأصول 2/ 503.
[9] جمع لخفة وهي حجارة بيض رقاق. المصدر نفسه.
[10] التوبة (128).
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست