اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 171
وقوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ: يبطل هذا التأويل [1] ولكن يجوز في الآيتين جميعا أن يريد بالفرقان: البرهان الذي فرّق بين الحق والباطل، نحو انقلاب العصا وخروج اليد بيضاء من غير سوء، وغير ذلك من الآيات أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام [2].
وقيل (الفرقان): انفراق البحر [3]، ورد أبو علي على هذا القول لأن (الفرقان) قد استعمل في هذه الآيات في معان لا في أعيان ولأن مصدر فرقت قد جاء في القرآن (فرقا) [4] ولم يجيء (فرقانا) [5].
قال [6]: وإن كان بعض أمثلة [7] المصادر قد جاء على مثال (فعلان) [8] اه.
قال أبو عبيدة: «سمّي فرقانا لأنه فرّق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر» [9].
وقال أبو عبيدة [10]: (الفرقان) عند النحويين: مصدر فرقت بين الشيء- أفرق فرقا وفرقانا [11][12]. [1] وكذا رده النحاس في إعراب القرآن 1/ 175. [2] راجع تفسير الطبري 1/ 44، والزمخشري 1/ 281، وأبي حيان 1/ 202 والآلوسي 1/ 259. [3] انظر: زاد المسير 1/ 81، وتفسير القرطبي 1/ 399، والكشاف: 1/ 281 يقول أبو حيان 1/ 202 «وضعف هذا القول بسبق ذكر فرق البحر في قوله (وإذ فرقنا) [البقرة: 50] وبذكر ترجية الهداية عقيب الفرقان، ولا يليق إلّا بالكتاب» اه. [4] كما في قوله تعالى فَالْفارِقاتِ فَرْقاً [المرسلات: 4]. [5] وهذا على أن أبا علي الفارسي يرى أن (فرقانا) صفة كما مر. [6] ساقط من د، ظ والقائل هو أبو علي. [7] في د، ظ: أمثلة من المصادر. [8] انظر المسائل الحلبيات ص 302. [9] مجاز القرآن 1/ 3، 18، وانظر البرهان 1/ 280. [10] هكذا في الأصل «أبو عبيدة» وفي بقية النسخ: «أبو عبيد» ويظهر من السياق أن هذا هو الصواب.
وهو القاسم بن سلام الهروي، أبو عبيد الخراساني البغدادي من كبار العلماء في الحديث والأدب والفقه (157 - 224 هـ).
معرفة القراء الكبار 1/ 170، وصفة الصفوة 4/ 130، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 37 والاعلام 5/ 176. [11] من قوله: وقال أبو عبيد ... إلى هنا سقط من المطبوع. [12] انظر نحوه في تفسير الطبري 9/ 226 وأبي حيان 4/ 487.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 171