اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 97
وفقد هذه المصاحف لا يقلل من ثقتنًا اليقينية بما تواتر واستفاض نقله من المصاحف ثقة عن ثقة وإمامًا عن إمام، وسواء وجدت هذه المصاحف أو فقدت, فإنا على يقين تام لا يزاوله شك ولا يعتريه ريب بسلامة هذه المصاحف من الزيادة أو النقصان، وقد اعترف بذلك غير المسلمين من العلماء المحققين يقول المستشرق موير: "إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، ولقد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر، بل نستطيع أن نقول: إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها، والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا[1]. [1] مدخل إلى القرآن: د. محمد عبد الله دراز، ص40. النوع الثالث: جمعه بمعنى تسجيله صوتيا
مدخل
... النوع الثالث: جمعه بمعنى تسجيله صوتيًّا:
من المعلوم أن للتلاوة أحكامًا ينبغي أن يأخذ بها تالي القرآن الكريم كالقلقلة والرَّوْم والإشمام، والإخفاء، والإدغام، والإقلاب، والإظهار، ونحو ذلك. وليس من السهل بل قد تتعذر كتابة مثل هذا.
ولهذا قرر العلماء -رحمهم الله تعالى- أنه لا يصح التعويل على المصاحف وحدها، بل لا بد من التلقي عن حافظ متقن، وكانوا يقولون: "من أعظم البلية تشييخ الصحيفة"[1]. ويقولون: "لا تأخذوا القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي"[2]. وهو الذي يعلم الناس وينظر إلى رسم المصحف. وكان الشافعي -رحمه الله تعالى- يقول: "من تفقه من بطون [1] تذكرة السامع والمتكلم: ابن جماعة، ص87، الفقيه والمتفقه ج2 ص97. [2] شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف: العسكري ص10.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 97