اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 96
البصرة المصحف الذي كان عثمان -رضي الله عنه- يقرأ فيه لما قتل، وأثر تغيير الدم في الورقة التي فيها قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [1]، [2] ويبدو كذلك أن ابن الجزري وابن فضل الله العمري قد رأيا كلاهما هذا المصحف الشامي نفسه[3]. ورأى ابن الجزري مصحفًا في مصر[4].
ويبدو -كذلك- أن المصحف الشامي ظل محفوظًا في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قيل: إنه احترق، فقد قال الأستاذ محمد كرد علي في حديثه عن الجامع الأموي: حتى إذا كانت سنة 1310هـ. سرت النار إلى جذوع سقوفه فالتهمتها في أقل من ثلاث ساعات فدثر آخر ما بقي من آثاره، ورياشه وحرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي كان جيء به من مسجد عتيق في بُصرى, وكان الناس يقولون: إنه المصحف العثماني[5] وقيل: إن هذا المصحف أمسى زمنًا في حوزة قياصرة الروس في دار الكتب في لينينجراد ثم نقل إلى إنجلترا[6].
كما أن هناك مصاحف أثرية تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر، ومنها المصحف المحفوظ في خزائن الآثار بالمسجد الحسيني، ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية، وقد شكك كثيرًا الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني بهذا, معللا بأن فيها زركشة ونقوشًا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ولبيان أعشار القرآن، ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا[7]. [1] سورة البقرة: من الآية 137. [2] رحلة ابن بطوطة: ج1 ص116. [3] مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح ص88، 89. [4] مناهل العرفان: الزرقاني ج1 ص397. [5] خطط الشام، محمد كرد علي ج5 ص262. [6] مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح، ص89. [7] مناهل العرفان، الزرقاني ج1 ص397. وانظر ما كتبته الدكتورة/ سعاد ماهر عن المصاحف الأثرية في مصر والمنسوبة إلى عثمان -رضي الله عنه- وذلك في كتابها "مخلفات الرسول في المسجد الحسيني" من ص109 إلى ص134.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 96