اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 85
الشقاق والنزاع يقع بينهم ورأى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه اختلافهم في القراءة وبعض ذلك مشوب باللحن مع إلف كل منهم لقراءته واعتياده عليها واعتقاده أنها الصواب وما عداها تحريف وضلال، حتى كفر بعضهم بعضا فأفزع هذا حذيفة -رضي الله عنه- فقال والله لأركبن إلى أمير المؤمنين "يعني عثمان بن عفان رضي الله عنه"، وكان عثمان قد رأى نحو هذا في المدينة, فقد كان المعلم يعلم بقراءة والمعلم الآخر يعلم بقراءة فجعل الصبيان يلتقون فينكر بعضهم قراءة الآخر فبلغ ذلك عثمان -رضي الله عنه- فقام خطيبًا وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشد فيه اختلافًا وأشد لحنًا، اجتمعوا يا أصحاب محمد، واكتبوا للناس إمامًا"[1].
فلما جاء حذيفة إلى عثمان -رضي الله عنهما- وأخبره بما جرى تحقق عند عثمان ما توقعه، وقد روى البخاري في صحيحه قصة ذلك الجمع في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح "أرمينيه" و"أذربيجان" مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان[2].
تاريخ هذا الجمع:
كان ذلك في أواخر سنة 24 وأوائل سنة 25 كما قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى[3]. [1] المصاحف: ابن أبي داود ص29. [2] صحيح البخاري ج6 ص99. [3] فتح الباري: ابن حجر ج9 ص17.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 85