اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 432
الواحدي: الأتقى: أبو بكر الصديق في قول جميع المفسرين، عن عروة: أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله، بل، وعامر بن فهيرة، والنهدية وابنتها، وزنيرة، وأم عيسى، وأمة بني المؤمل، وفيه نزلت {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} إلى آخر السورة[1] وهذا خصوص في اللفظ وخصوص في السبب. [1] تفسير ابن أبي حاتم: ج10 ص3441.
ثالثًا: عموم اللفظ وخصوص السبب:
واختلف العلماء في هذه الصورة، هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب: [1] ذهب الجمهور إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي -صلى عليه وسلم- فأخبره، فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [2] فقال الرجل: يا رسول الله: ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كلهم" [3].
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: "فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألي هذه؟ ومعنى ذلك: هل النص خاص بي لأني سبب وروده؟ أو هو على عموم لفظه؟ وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: لجميع أمتي. معناه أن العبرة بعموم لفظ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} لا بخصوص السبب، والعلم عند الله تعالى"[4] ولو كان المراد تخصيصه بالحكم، لكان النص: إن حسناتك تذهب سيئاتك، فدل عمومها [1] تفسير ابن أبي حاتم: ج10 ص3441. [2] سورة هود: الآية 114. [3] رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الصلاة كفارة ج1 ص133، 134؛ ورواه مسلم كتاب التوبة حديث 39، 42، ج4 ص2116. [4] أضواء البيان: الشنقيطي ج3 ص250.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 432