اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 391
معناه:
الإحكام بكسر الهمزة له معانٍ متعددة ترجع كلها إلى معنى واحد. هو "المنع" عن الفساد ولا يعتبر المنع عن الإصلاح إحكامًا بل هو خاص بالمنع عن الفساد ومنه:
قولهم: أحكم الأمر؛ أي أتقنه ومنعه من الفساد.
وقولهم: أحكمه عن الأمر؛ أي منعه منه.
وقولهم: حكم نفسه وحكم الناس؛ أي منع نفسه ومنع الناس عما لا ينبغي.
وقولهم: أحكم الفرس أي جعل له "حكمة" وهي ما أحط بالحنط من لجام الفرس "تمنعه" من الاضطراب[1].
وقول جرير2:
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا
ومنه سميت "الحكمة" وهي إصابة الحق لمنعها صاحبها من الوقوع في الباطل، ولذا سمي الحكيم حكيمًا لمعرفته الحكمة.
وعلى هذا فالقرآن الكريم كله محكم؛ أي متقن يمتنع عنه الخلل والنقص في ألفاظه ومعانيه، ولهدايته إلى الحق والطريق المستقيم: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرا} [3] {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تنزيل من حكيم حميد} [4]. [1] انظر مناهل العرفان: الزرقاني ج2 ص289.
2 ديوان جرير: ص47. [3] سورة النساء: الآية 82. [4] سورة فصلت: الآية 42.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 391