اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 254
وتبدأ هذه المرحلة في السنة الخامسة للهجرة حيث زحفت جيوش الأحزاب إلى المدينة حين ألَّبَتْ قريش قبائل الجزيرة العربية ضد المسلمين بمساعدة بعض زعماء اليهود[1] ففرض جهاد الكفار كافة: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [2] وهي آخر مراحل تشريع الجهاد.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- ملخصًا مراحل تشريع الجهاد: "وكان محرمًا ثم مأذونًا به، ثم مأمورًا به لمن بدأهم بالقتال، ثم مأمورًا به لجميع المشركين"[3].
وبمعرفة هذه المراحل يظهر خطأ بعض المتصدين للدفاع عن عقيدة الجهاد فيخطئون تحت وطأة الهزيمة الداخلية فيزعمون أن الجهاد للدفاع لا للطلب فيقفون به عند حد المرحلة الثالثة تمامًا كأولئك الذين يزعمون أن الربا الحرام هو ما كان أضعافًا مضاعفة، وهؤلاء وأولئك كمن يعتقد إباحة الخمر وأن تحريمها قرب وقت الصلاة، وبمعرفة ذلك كله يظهر الحق والصواب والله المستعان. [1] منهج القرآن في تقرير الأحكام: ص294. [2] سورة التوبة: الآية 36. [3] زاد المعاد: ابن القيم ج2 ص58.
فوائد معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل:
وتشترك معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل مع معرفة المكي والمدني في فوائد كثيرة منها:
أولًا: تمييز الناسخ من المنسوخ:
وذلك حين ورود آيتين بحكمين مختلفين فإن معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل تعين على معرفة الناسخ من المنسوخ، ومثال ذلك قوله تعالى في عدة المرأة المتوفى عنها زوجها: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} [1] فقد بينت هذه الآية أن العدة عام [1] سورة البقرة: الآية 240.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 254