اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 252
هاجر إلى المدينة فأذن له وللمسلمين بقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [1].
ورجح ابن العربي أن أول آية نزلت آية الحج: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} ثم نزل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [2] فكان القتال إذنًا ثم أصبح بعد ذلك فرضًا، ثم أمر بقتال الكل فقال: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية[3].
وذلك أن قريشًا حتى بعد أن هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة لم تألو جهدا للإيقاع بالمسلمين فأذن الله سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام وللمهاجرين معه بالقتال فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبعث السرايا وكل أفرادها من المهاجرين وليس فيهم من الأنصار أحد[4].
وحتى هذا الإذن كان لقتال المشركين وحدهم دون غيرهم فاليهود في المدينة لم يؤمر بقتالهم مع أذاهم بل أمر بالعفو والصفح حتى يأتي الله بأمره، قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [5] وفترة هذه المرحلة من الهجرة إلى غزوة بدر.
المرحلة الثالثة:
الأمر بالجهاد للدفاع.
وذلك أن قريشًا تضررت من السرايا التي يبعثها الرسول -صلى الله عليه وسلم- للهجوم على قوافل قريش فجمعت جمعها واتجهت إلى المدينة لحماية إحدى [1] السياسة الشرعية: ابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى ج28 ص349. [2] سورة البقرة: الآية 190. [3] أحكام القرآن: ابن العربي ج1 ص102. [4] السيرة النبوية: ابن هشام ج2 ص245، وص252، وزاد المعاد: ابن القيم ج2 ص83. [5] سورة البقرة: الآية 109.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 252