اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 232
وقد عقب البيهقي على هذا الحديث بقوله: "فهذا منقطع، فإن كان محفوظًا فيحتمل أن يكون خبرًا عن نزولها بعد ما نزلت عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} و {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} والله أعلم"[1].
وأورد ابن كثير حديث البيهقي ثم عقب عليه بقوله: "هذا لفظ البيهقي وهو مرسل، وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل"[2].
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "وأما قول من قال من المفسرين أول ما نزل الفاتحة فبطلانه أظهر من أن يذكر والله أعلم"[3]. [1] دلائل النبوة: البيهقي ج2 ص159. [2] البداية والنهاية: ابن كثير ج3 ص10. [3] شرح صحيح مسلم: النووي ج2 ص208.
القول الرابع:
إن أول ما نزل "بسم الله الرحمن الرحيم". ولأصحاب هذا القول أدلة منها:
1- حديث أبي ميسرة السابق وقلنا: إنه حديث مرسل لا يقوى على مناهضة المرفوع.
2- ما أخرجه الواحدي عن عكرمة والحسن قالا: أول ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، فهو أول ما نزل من القرآن بمكة وأول سورة اقرأ باسم ربك[1] وهو أيضًا حديث مرسل لا يقوى على مناهضة حديث عائشة المرفوع.
3- ما أخرجه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى عن الضحاك عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أول ما نزل جبريل على محمد. قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم" ثم قال: "قل": بسم الله الرحمن الرحيم" ثم قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} " قال [1] أسباب نزول القرآن: الواحدي ص8 تحقيق السيد أحمد صقر.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 232