اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 231
القول الثالث:
إن أول ما نزل سورة الفاتحة. واستدل أصحاب هذا القول بـ:
1- ما رواه البيهقي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لخديجة: "إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرًا" فقالت: "معاذ الله ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر ... " الحديث، وفيه أن خديجة قالت لأبي بكر: اذهب مع محمد إلى ورقة فانطلقا إليه فقصا عليه، فقال: "إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربًا في الأرض"، فقال: لا تفعل، فإذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه: يا محمد، قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى بلغ ولا الضالين" الحديث[1].
وقد زعم الزمخشري أن "أكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم"[2] ورد عليه ابن حجر: "والذي ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول، وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة إلى من قال بالأول"[3] ويعني بالأول صدر سورة اقرأ.
ويرد على أصحاب هذا القول بردود منها:
أ- أن هذا الحديث لا يدل على أن الفاتحة كانت أول ما نزل بل فيه دلالة على أن جبريل خاطب الرسول -صلى الله عليه وسلم- غير مرة وليس فيه نفي بنزول شيء من القرآن في بعضها، فلا يصح الاستدلال بهذا على الأولية.
ب- أن الحديث مرسل فلا يقوى على مناهضة حديث عائشة المرفوع [1] دلائل النبوة: البيهقي ج2 ص157، 158. [2] تفسير الكشاف: الزمخشري ج4 ص223. [3] الإتقان: السيوطي ج1 ص32، فتح الباري 8: 714.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 231