اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 204
اختصاص القرآن الكريم بالنزول الأول:
وهو النزول من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وذلك أن الكتب السابقة كانت تنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى الأنبياء إلا القرآن الكريم، والله أعلم.
النزول الثاني: نزول القرآن الكريم منجمًا:
كيفيته:
سبق في مبحث "الوحي" بيان كيفية وحي الملك إلى الأنبياء عليهم السلام وأنواعه، وأن القرآن كله نزل بالوحي الجلي ولم ينزل منه شيء بالمنام أو الإلهام أو التكليم بلا واسطة.
"قلت": إن المسلم ليفرح فرحًا شديدًا بدعوة أخيه المسلم الصالحة وتعظم مكانتها بقدر صلاح الداعي واستقامته، فإذا كانت الدعوة ممن لم يعص الله طرفة عين وهم الملائكة، كانت من أفضل الدعاء وأحراها بالإجابة.
والملائكة يصلون على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويستغفرون لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ويدعون لهم، ويحضرون مجالس الذكر ويكثرون في الأزمنة والأماكن الفاضلة، وحضورهم كله خير ودعاؤهم حري بالإجابة، فعلمهم بمنزلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومكانة أمته وعظمة كتابه من أسباب إكثارهم ومداومتهم على ذلك. واختصاصهم بزيادة الدعاء، والله أعلم.
واسطته:
والقرآن كله نزل بواسطة جبريل عليه السلام، كما قال سبحانه وتعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [1] وقال عز وجل: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [2]. [1] سورة الشعراء: الآيات 193، 195. [2] سورة النحل: الآية 102.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 204