اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 202
السابقة عن ابن عباس صريح فيه"[1].
"قلت": سياق الآثار المذكورة لا يدل على ذلك ولو من بعيد، فضلًا عن أن تكون صريحة فيه. [1] الإتقان: السيوطي ج[1] ص52. حكمته:
ولنزول القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا حكم عديدة، منها ما ذكره أبو شامة المقدسي بقوله: "فإن قلت: ما السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟ قلت: فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهما منجمًا بحسب الوقائع لهبط به[1] إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين: إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقًا، وهذا من جملة ما شرف به نبينا صلى الله عليه وسلم"[2].
وقال السخاوي: فإن قيل: ما في إنزاله جملة إلى سماء الدنيا؟ قلت: في ذلك تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم. ولهذا المعنى أمر سبعين ألفًا من الملائكة لما أنزل سورة الأنعام أن تزفها[3] وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه، وتلاوتهم له. [1] في المرشد الوجيز "لم نهبط به" وقد صححتها من الإتقان ج1 ص54 الذي نقل عبارة أبي شامة. [2] المرشد الوجيز: أبو شامة ص24، 25. [3] انظر المعجم الكبير: الطبراني ج12 ص166 رقم 12930 وسيأتي تخريجه.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 202