اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 185
الحالة الأولى مدخل
...
الحالة الأولى:
أن يأتيه مثل صلصلة الجرس، والصلصلة في الأصل: صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين[1]. ومن صفات هذه الحالة:
1- أنها الأشد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما وصفها عليه الصلاة والسلام.
2- أنها شديدة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- هل تحس بالوحي؟ فقال: "أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض" [2] وفي مجمع الزوائد: "إلا ظننت أن نفسي تقبض" [3].
3- أنه صلى الله عليه وسلم يعرق عرقًا شديدًا في هذه الحالة من الوحي كما قالت عائشة رضي الله عنها: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا"[4] وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "كنت أكتب الوحي لرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا نزل عليه أخذته بُرَحَاءٌ[5] شديدة، وعرق عرقًا شديدًا مثل الجمان[6] ثم سري عنه"[7]. [1] فتح الباري ج1 ص27. [2] مسند الإمام أحمد ج2 ص222، وقال الأستاذ أحمد شاكر: إسناده صحيح ج12 ص27. قال: والفيض الموت. [3] مجمع الزوائد: الهيثمي ج8 ص256. [4] صحيح البخاري: ج1 ص3، والفصد: قطع العرق لإسالة الدم، شبه جبينه بالعِرْق المفصود مبالغة في كثرة العرق. فتح الباري ج1 ص29. [5] البرحاء قال ابن الأثير في النهاية: ج1 ص112 "البرحاء أي شدة الكرب من ثقل الوحي". [6] الجمان قال ابن منظور في لسان العرب ج13 ص93: "هو اللؤلؤ الصغار وقيل حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ". [7] مجمع الزوائد: الهيثمي ج8 ص257.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 185