اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 178
أنواع الوحي بالمعنى الشرعي:
1- ما يكون منامًا.
وهو أول مراتب الوحي كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: "أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة -وعند مسلم الصادقة- في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح الحديث"[1].
وليست الرؤيا خاصة بالفترة الأولى من الوحي بل وقعت بعد ذلك كما قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ} [2] الآية.
ووقع الوحي بالمنام لإبراهيم عليه السلام كما جاء في القرآن عنه قوله: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [3].
ومبادرة إبراهيم عليه السلام للامتثال وقول إسماعيل عليه السلام: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} وقول الله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} دليل قاطع على أن رؤيا الأنبياء عليهم السلام وحي وأمر من الله سبحانه لهم عليهم السلام.
وفي ابتداء النبي -صلى الله عليه وسلم- من الوحي بالرؤيا الصالحة في المنام تهيئة [1] رواه البخاري ج1 ص3، ومسلم ج1 ص140. [2] سورة الفتح: الآية 27. [3] سورة الصافات: الآيات 102، 105.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 178