الفصل التاسع التفسير الإشاري
ويسمى أيضا التفسير الصوفي، لكنا نؤثر التسمية الأولى، لما فيها من الدلالة على الانضباط، بقواعد، بما يشبه ما يسمى «إشارة النص» عند الأصوليين.
تعريفه:
التفسير الإشاري: هو تأويل آيات القرآن الكريم على معنى غير ما يظهر منها، بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة [1].
وهذا الشرط الأخير وهو «أن يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر» هام جدا، لأنه يفيد انضباط التفسير بما يحتمله كلام العرب، الذي نزل به القرآن، ويجب فهمه على وفق كلام العرب، كما يفيد الالتزام بالمعنى الظاهري الأصلي المراد من كلام الله تعالى.
الأصل فيه:
وعلى هذا الأساس فإن التفسير الإشاري ليس جديدا في إبراز معاني القرآن، بل هو معروف، قد فسر به الصحابة من غير نكير.
أخرج البخاري [2] عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان [1] التفسير والمفسرون ج 3 ص 18 بتصرف. وفيه قوله: «خلاف ما يظهر». وما قلناه أولى، لأنه يبعد معنى التعارض. [2] في كتاب التفسير إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ ج 6 ص 179.