إن منهم من قصر المتشابه على هذه القضايا ونحوها من مبهمات القرآن.
وهذه أمور قد استأثر الله بعلمها، لا خلاف في ذلك بينهم إطلاقا.
وأما الذين قالوا إن الراسخين في العلم يعلمون المتشابه فلم يدخلوا فيه هذه القضايا، فبقي الموضوع في إطار ما يمكن بحثه لهذه النخبة من أئمة العلم والدين.
وثمة أمر آخر له أثره في اختلاف الآراء، هو تحديد حقيقة التأويل، أو بعبارة أخرى المدى الذي يبلغه التأويل، وفي هذا يقول الإمام المفسر ابن كثير ([1]):
«ومن العلماء من فصّل في هذا المقام فقال: التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان:
أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه ... ومنه قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ. يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ .. أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد، فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة إِلَّا اللَّهُ، لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عز وجل ..
وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والتعبير والبيان عن الشيء، كقوله: نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ أي بتفسيره، فإن أريد به هذا المعنى فالوقف على وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.
لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار، وإن لم يحيطوا علما بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه ... ».
كيف نفسر المتشابهات:
لما كانت المتشابهات تقع في القرآن الكريم في موضوعات متعددة فإنها [1] في تفسيره ج 2 ص 8 باختصار وتصرف يسير.