وتنشرح، وتأنس، وتطمئن، وتلين لذكر الله، وما نزل من الحق فتفهمه، وتنقاد له، وتسمع له، وتطيعه، جاء التوجيه من الله لعباده المؤمنين إلى أدب الاستماع لهذا القرآن فى الأمر بالإنصات له عند تلاوته إعظاما له وإكبارا، ومخالفة للمشركين، الذين كانوا يتواصون فيما بينهم بعدم سماعه- فقالوا كما حكاه القرآن عنهم لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [1]. لمّا عجزوا عن مغالبته لعقولهم وقلوبهم رغم كفرهم.
قال تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [2] وفى الآية أقوال كثيرة لأهل العلم تدور حول موضع الإنصات بمعناه فى الآية «وهو السكوت عن
الكلام مع الاستماع» [3].
- أعرض لهذه الأقوال ثم أذكر الراجح منها:
قال القاسمىّ فى محاسن التأويل: (وظاهر الآية يقتضى وجوب الاستماع والإنصات عند قراءة القرآن فى الصلاة وغيرها. وعليه أهل الظاهر وهو قول الحسن البصرى، وأبى موسى الأصفهانى).
* وهو أيضا قول الإمام القرطبى فى الجامع لأحكام القرآن، والشوكانى فى فتح القدير، والسعدى فى تفسيره وغيرهم [4].
وقال أبو جعفر بن جرير الطبرى فى جامع البيان: ( ... وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب قول من قال أمروا باستماع القرآن فى الصلاة إذا قرأ الإمام وكان من خلفه ممن يأتم به يسمعه ... ). [1] فصلت: 26. [2] الأعراف: 204. [3] كذا فى مختار الصحاح (ص 661). [4] انظر محاسن التأويل للقاسمى (ج 7 ص 2934)، والجامع (ج 7، ص 353).
وفتح القدير (ج 2 ص 278)، وتيسير الكريم الرحمن للسعدى (ج 3 ص 138).