المتلقى من فم المحسن» (1)
هذا وقد عد العلماء القراءة بغير تجويد لحنا- أى خطأ فى القراءة وميلا عن الصواب- سواء كان هذا اللحن جليا ظاهرا يتعلق بمبنى الكلمة كالخطإ الإعرابى أو الصرفى أو لحنا خفيا يتعلق بعرف القراءة كترك بعض أحكام التجويد أثناء القراءة.
أما اللحن الجلى الظاهر: فهو حرام ولا سيما إذا تعمده القارئ أو تساهل فيه فأخل بالمعنى.
وأما اللحن الخفى: فحكمه بين الكراهة والتحريم بحسب تعمد القارئ له وتساهله فيه ولكونه يذهب برونق القراءة.
قال ابن الجزرى فى النشر: (والناس فى ذلك بين محسن مأجور، ومسىء آثم، أو معذور. فمن قدر على تصحيح كلام الله باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل إلى اللفظ الفاسد استغناء بنفسه واتكالا على ما ألفه من حفظه واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه. فإنه مقصر- بلا شك- وآثم- بلا ريب، وأما من كان لا يطاوعه لسانه أو لا يجد من يهديه إلى الصواب (فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها) [2].
قلت: على الجانب الآخر فإنى أحذر من المبالغة فى التجويد إلى حد الإفراط، والتكلف فى النطق، أو التعسف. فهذه المبالغة ليست أقل من اللحن، لأنها زيادة فى الحروف فى غير مواضعها.
إذا القراءة كالبياض إن قل صار سمرة، وإن زاد صار برصا ومن تأمل هدى
(1) الإتقان فى علوم القرآن (ج 1 - 132). [2] من كتاب غاية المريد فى علم التجويد للشيخ عطية قابل نصر (ص 42) بتصرف.