responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 71
وَيحْتَمل أَن يكون لونا تخيليا فِي طبقَة من طَبَقَات الْهَوَاء الشفاف الَّذِي مَلأ الله بِهِ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَيكون لَهَا فِي نَفسهَا لون حَقِيقِيّ الله أعلم بكيفيته
وَلَا بعد فِي أَن يكون أَبيض وَهُوَ الَّذِي يَقْضِيه بعض الْأَخْبَار لَكنا نَحن نرَاهُ من وَرَاء ذَلِك الْهَوَاء بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّة كَمَا نرى الشَّمْس من وَرَاء جَام أَخْضَر أَخْضَر وَمن وَرَاء جَام أَزْرَق أَزْرَق وَهَكَذَا
وَبَعض النَّاس يروي أثراً، لا صحة لَهُ. وَهُوَ أَن ذَلِك من انعكاس لون جبل قَاف عَلَيْهَا وَتعقب بِأَن جبل قَاف لَا وجود لَهُ وَبرهن عَلَيْهِ بِمَا يردهُ مَا جَاءَ عَن ابْن عَبَّاس أَن وَرَاء أَرْضنَا بحرا محيطا ثمَّ جبلا يُقَال لَهُ قَاف ثمَّ أَرضًا ثمَّ بحرا ثمَّ جبلا وَهَكَذَا حَتَّى عد سبعا من كل وَخرج بعض أُولَئِكَ عَن عبد الله بن بُرَيْدَة أَنه جبل من زمرد مُحِيط بالدنيا عَلَيْهِ كنف السَّمَاء وَعَن مُجَاهِد مثله وَنقل صَاحب حل الرموز أَن لَهُ سبع شعب وَأَن لكل سَمَاء مِنْهَا شُعْبَة
وَأَنا أَقُول إِن كل ذَلِك لَا صِحَة لَهُ وَيجب الْجَزْم بِأَن السَّمَاء لَيست مَحْمُولَة إِلَّا على كَاهِل الْقُدْرَة وَأَنَّهَا مُحِيطَة بِالْأَرْضِ من سَائِر جهاتها كَمَا رُوِيَ عَن الْحسن.
وَفِي الزرقة الاحتمالان وَقد تعرض للون السَّمَاء ابْن الْقيم فِي كِتَابه «مِفْتَاح دَار السَّعَادَة» بِمَا يَقْتَضِي مُرَاجعَته
بَقِي الْكَلَام فِي رُؤْيَة بَاقِي السَّمَاوَات وَظَاهر الْآيَة يَقْتَضِيهِ وَهُوَ غير مُسلم
وَظَاهر بعض الْآيَات يساعد على ذَلِك فنحتاج حِينَئِذٍ إِلَى القَوْل بِأَن الْبَاقِي وَإِن لم يكن مرئيا حَقِيقَة لكنه فِي حكم المرئي ضَرُورَة أَنه إِذا لم يكن

اسم الکتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست