اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 520
ثم أرشد الله رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما يجب حيال هؤلاء وأمثالهم من عدم الاهتمام بهم مع بذل النصيحة لهم والتمسّك بما أوحى إليه، ثم بيّن أنّ مهمة الرسول تستلزم طاعته، وأقسم تبارك وتعالى بذاته مضافا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم تعزيزا وتكريما أن الإيمان لا يتحقّق لأحد حتى يجعل الرسول أميرا على نفسه، ويحكم فيما شجر بينه وبين غيره، ويتقبل حكمه بالرضا التام والتسليم المطلق، بغير حرج فى الصدر، ولا غضاضة فى النفس، حتى ولو كان هذا الحكم قتلا لنفسه، أو هجرا لوطنه وبلده فى سبيل الله، وإن كان لا يصبر على ذلك إلا القليل من المؤمنين، ولقد قال عمر وعمار وابن مسعود وناس من أصحابه صلى الله عليه وسلم: والله لو أمرنا لفعلنا. وكذلك يكون الإيمان.
ثم بيّن تبارك وتعالى أنهم لو أطاعوا لفعلوا ولظفروا بالأجر العظيم والهداية إلى الصراط، ولكان ذلك خيرا لهم وأشد تثبيتا.
ليقرأ إخواننا الذين يعترضون المطالبة بأحكام الله فى أمة تدّعى الإسلام، ثم يوردون الشبهات على حدود الله التى أمر بها زجرا عن المعصية ومحاربة للجريمة، هل هم لا يزالون بعد هذا مصرّين على دعوى الإيمان؟!
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 520