responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 439
إرشادا للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه أن يتبيّنوا فى مثل هذه الأنباء حتى يتأكدوا من صحتها.
وهناك رواية أخرى فى سبب النزول هى ما أخرجه عبيد بن حميد عن الحسن قال:
أتى النبىّ صلى الله عليه وسلم (هكذا بدون ذكر الآتى) فقال: يا نبىّ الله: إنّ بنى فلان- حيّا من أحياء العرب، وكان فى نفسه عليهم شىء، وكان حديث عهد بالإسلام- قد تركوا الصلاة، وارتدوا وكفروا بالله تعالى، فلم يعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا خالد بن الوليد فبعثه إليهم، ثم قال: ارمقهم عند الصلوات فإن كان القوم قد تركوا الصلاة فشأنك بهم، وإلا فلا تعجل عليهم، فدنا منهم بعد غروب الشمس فكمن حتى يسمع الصلاة، فرمقهم فإذا هو بالمؤذن قد قام عند غروب الشمس فأذّن، ثم أقام الصلاة فصلوا صلاة المغرب، فقال خالد: ما أراهم إلا يصلون، فلعلهم تركوا صلاة غير هذه! ثم كمن حتى إذا جنح الليل وغاب الشّفق: أذّن مؤذنهم فصلوا، فقال: لعلهم تركوا صلاة أخرى، فكمن حتى إذا كان فى جوف الليل: تقدم حتى أطلع الخيل بدورهم فإذا القوم تعلموا شيئا من القرآن فهم يتهجدون به من الليل ويقرءونه، ثم أتاهم عند الصبح فإذا المؤذن حين طلع الفجر قد أذن وأقام فقاموا وصلوا، فلما انصرفوا وأضاء لهم النهار إذا هم بنواصى الخيل فى ديارهم، فقالوا: ما هذا؟ قالوا: خالد بن الوليد، قالوا: يا خالد ما شأنك؟ قال: أنتم والله شأنى، أتى النبىّ صلى الله عليه وسلم فقيل له: إنكم تركتم الصلاة، وكفرتم بالله تعالى، فجثوا [1] يبكون، فقالوا: نعوذ بالله تعالى أن نكفر أبدا، فصرف الخيل وردّها عنهم، حتى أتى النبى صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) الآية [2].
وعلى هذا: تكون الآية تقريرا من الله تبارك وتعالى لفعل النبى صلى الله عليه وسلم، وإرشادا للمؤمنين أن يقتدوا به صلى الله عليه وسلم فى هذا الخلق الفاضل؛ خلق التثبّت والتبيّن قبل البتّ والقطع. وهذا السياق- فضلا عما فيه من هذه اللطيفة- هو المتّسق مع نظم القرآن الكريم فى الآيات التالية المتممة للموضوع، وإن كانت الرواية الأولى أشهر وأعرف عند جمهور المفسرين.

[1] جثوا: أى جلسوا. انظر: مختار الصحاح ص 93.
[2] انظر: تفسير الحسن (2/ 295، 296) والدر المنثور (6/ 93).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست