responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 438
الله تعالى ورسوله، فدعا بسروات قومه [1]، فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقّت لى وقتا يرسل إلى رسوله ليقبض ما كان عندى من الزكاة، وليس من رسول الله الخلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة، فانطلقوا بنا نأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق- أى خاف- فرجع حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الحارث قد منعنى الزكاة، وأراد قتلى، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث البعث إلى الحارث رضي الله عنه.
وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث (أى الجيش الذى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحاربه على منعه الزكاة) وفصل من المدينة، قالوا: هذا الحارث، فلما غشيهم قال:
إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك. قال: ولم؟! قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة، وأردت قتله، فقال رضي الله عنه: لا؛ والذى بعث محمدا بالحق ما رأيته بتّة ولا أتانى، فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولى؟ قال: لا؛ والذى بعثك بالحق ما رأيته ولا أتانى، وما أقبلت إلا حين احتبس علىّ رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم خشيت أن تكون كانت سخطة من الله تعالى ورسوله، قال: فنزلت الحجرات: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) [2].
وروى هذا الأثر على هذا الوجه من طرق كثيرة، ورواه ابن جرير الطبرى بنحوه، وزاد فيه: أن الوليد وصل إليهم فسّروا به وهشّوا له، واجتمعوا حوله، ولكن خيّل إليه
الشيطان أنهم يتآمرون بقتله، فانقلب راجعا وقال ما قال [3].
هذا ما ذكره أكثر المفسرين فى سبب نزول الآية على هذا الوجه، وعليه: تكون الآية

[1] سروات قومه: أى زعماء وسادة قومه.
[2] رواه أحمد (5/ 351) عن الحارث بن ضرار رضي الله عنه، وقال الهيثمى: رجال أحمد ثقات. انظر:
مجمع الزوائد (7/ 111) وقال محققو المسند: حسن بشواهده، انظر: مسند أحمد (30/ 405) ط.
الرسالة.
[3] انظر: تفسير الطبرى (11/ 384، 385) والدر المنثور (6/ 92).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست