اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 433
أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا ... إذا احتفلوا عند احتضار المواسم
بأنا فروع الناس فى كل موطن ... وأن ليس فى أرض الحجاز كدارم
وأنا نذود المعلمين إذا انتخوا ... ونضرب رأس الأصيد المتفاقم
وأن لنا المرباع فى كل غارة ... نغير بنجد أو بأرض الأعاجم
قال: فقام حسان فأجابه فقال:
هل المجد إلا السؤدد العود والندى ... وجاه الملوك واحتمال العظائم
نصرنا وآوينا النبى محمدا ... على أنف راض من معد وراغم
بحى حريد أصله وثراؤه ... بجابية الجولان وسط الأعاجم
نصرناه لما حل بين بيوتنا [1] ... بأسيافنا من كل باغ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا ... وطبنا له نفسا بفىء المغانم
ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا ... على دينه بالمرهفات الصوارم
ونحن ولدنا من قريش عظيمها ... ولدنا نبى الخير من آل هاشم
بنى دارم لا تفخروا إن فخركم ... يعود وبالا عند ذكر المكارم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا فى المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا ... ولا تلبسوا زيا كزى الأعاجم (2)
قال ابن إسحاق: فلمّا فرغ حسّان بن ثابت من قوله، قال الأقرع بن حابس: وأبى إن هذا لمؤتّى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا. قال: فلما فرغ القوم أسلموا، وجوّزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم [3]. [1] انظر: ديوان حسان بن ثابت ص 384.
(2) فى سيرة ابن هشام: وسط ديارنا. [3] جوزهم: أى أعطاهم، والجوائز: العطايا. انظر: مختار الصحاح ص 117.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 433