اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 427
بما يدعو به آحاد الناس، وألا يرفع صوته فوق صوت الكبير، وألا يجادل الناس أمامه ويماريهم، وإجمالا يكون على حالة من الوقار فى حركاته وحديثه ونقاشه، ومطالبه تتناسب مع مقام الكبير وحرمته.
4 - أنّ الخروج على هذه الآداب مفسد للخطط، مضيّع للجهود، يجعل الطريق ملتوية أمام الزعيم، بعيدة على أتباعه ومريديه.
5 - أنّ التخلّق بهذه الآداب مقرّب للغاية، مستجلب لرضوان الله تبارك وتعالى.
إذا عرفت هذا فاعلم- يا أخى- أنّ من الواجب أن نتخلّق بهذه الأخلاق، وألا يكون القرآن ومدارسته مسلاة نقرأ ونسمع ولا نعمل ولا نتأدب، فنكون بذلك ممن ينطبق عليهم الحديث الشريف:" ربّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه" [1].
[أثر هذه الآيات فى الصحابة]
وإليك أثر هذه الآيات فى نفوس المسلمين الأوّلين رضوان الله عليهم:
1 - أخرج عبد بن حميد والحاكم وصحّحه من طريق أبى سلمة عن أبى هريرة: أن أبا بكر رضي الله عنه قال بعد نزول هذه الآية: والذى أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخى السّرار حتى ألقى الله تعالى" [2] يريد لا أكلمك إلا كما يكلم الإنسان شخصا يساره ويهمس فى أذنه بما لا يحب أن يسمعه غيره.
2 - وفى صحيح البخارى وغيره عن ابن الزبير: أن عمر رضى الله عنه كان إذا تكلّم عند النبىّ صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه" [3].
3 - وروى البخارى ومسلم وغيرهما من طرق عدة: أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة [1] لم أجده مرفوعا، وقد ذكره الغزالى فى" الإحياء" موقوفا على أنس رضي الله عنه. [2] رواه الحاكم فى (2/ 501) برقم (3720) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
والبزار (56) والبيهقى فى" شعب الإيمان" (1520) و (1521) عن أبى هريرة رضى الله عنه. وقال الهيثمى: فيه حصين بن عمر وهو متروك وقد وثّقه العجلى. انظر: المجمع (7/ 108). وضعّف إسناده محقق" الشعب" (4/ 158). [3] رواه أحمد (4/ 568، 572) والبخارى (4845) والترمذى (3266) والنسائى فى" المجتبى" (5386) والبزار (2188) عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 427