responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 426
الاحترام والإجلال، تحول بينهم وبين زراية الزارين وتهجّم الغافلين، وهى للرسول صلى الله عليه وسلم بالأصالة، ولغيره من أئمة الأمة بالوراثة مع تفاوت المراتب، وقد ألمّ بذلك أبو حيّان فكره رفع الصّوت فى حضرة العالم ومن فى منزلته [1].
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه الوفود أرسل إليهم من يعلمهم كيف يسلّمون؟ ويأمرهم بالسكينة والوقار بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك- يا أخى- تعلم أنّ القرآن الكريم عرض فيما عرض له لقواعد (البروتوكول) أو التشريفات، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل بذلك فيما عمل، ولكن هناك أمرين أساسيين لا تنسهما أبدا.
أولهما: أن هذه المظاهر التكريمية لا يصحّ أن تكون إلا لمن يستحقها من صالحى أئمة المسلمين ورؤسائهم.
و [ثانيهما]: أنه لا يصحّ أن يكون فيها محظور شرعى، كالمبالغة فى التعظيم إلى حدّ يشبه العبادة [2]، وما عدا ذلك فجائز أرشد إليه كتاب الله وسنة رسوله.
2 - هذا التعظيم والتكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يكون من حقّه وهو فى هذه الحياة الدنيا فهو من حقّه صلى الله عليه وسلم وهو فى الرفيق الأعلى [3]، ومن هنا استدل العلماء على وجوب خفض الصوت عند قبره الشريف، وعند قراءة حديثه صلى الله عليه وسلم [4].
3 - أن من تعظيم الزعامة وإجلالها أن ينتظر الإنسان حتى تتقدّم بأمرها، وألا يدعوها

[1] انظر: البحر المحيط لأبى حيان (8/ 106).
[2] وفى هذا ورد حديث النبى صلى الله عليه وسلم:" لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" رواه البخارى (3445) وأحمد (1/ 40) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[3] من الشائع لدى عوام المسلمين أن (الرفيق الأعلى) هو الله، وليس بصواب، وبخاصة عند ما يقول الخطباء: ولحق النبى صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، والصواب أن الرفيق الأعلى هم الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى فى قوله: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) النساء: 69.
[4] انظر: البحر المحيط (8/ 106).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست