responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 425
[لطائف قرآنية]
وفى الآية الكريمة- بعد ذلك- لطائف كثيرة يتذوقها من صفا قلبه وطهر لبّه، من ذلك: التعبير بقوله تبارك وتعالى: (بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، والمعروف أن الكلام فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، وأن التقديم لم يكن إلا بين يديه إشعارا للمؤمنين بأن قيامهم بهذه الحقوق للرسول صلى الله عليه وسلم إرضاء للحق تبارك وتعالى، وكأنهم إنما يقومون به معه جلّ شأنه، ذلك إلى ما فيها من الإشارة إلى صلة الرسول صلى الله عليه وسلم بربه وقربه منه، وقد ورد كثير من هذا المجاز فى الكتاب الكريم وفى السنة، من ذلك ما ورد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من آذى مسلما فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله عز وجل" [1] وهكذا.
وفيها: التفسير عن النبىّ صلى الله عليه وسلم فى مواقف السورة الكريمة بوصف الرسالة عن الله عز وجل، لأن هذا الوصف- فضلا عن أنه يشعر بعظمته صلى الله عليه وسلم الذاتية أولا، ثم بفضل الله تبارك وتعالى عليه ثانيا- يشعر بعظيم الصلة، وكبير القرب بينه وبين الحقّ تبارك وتعالى، وبيّن أن صلته بالخلق إنما جاءت عن هذا الطريق الإلهىّ الكريم، وفى ذلك ما فيه من تشريف تتذوّق حلاوته نفوس الصّادقين من المؤمنين.
ومنها: نداء الحق تبارك وتعالى عباده بوصف الإيمان تنبيها على أن أداء حقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم الإيمان ولبّ الإيمان.
ومنها: الأمر بالتقوى بعد هذا النداء، كأن الذى يتنكّب طريقه غير تقى، وليس بينه وبين نقمة الله حاجز.

ج- ما الذى نستفيده من الآيات الكريمة؟
أما الذى استخلصته من الآيات الكريمة من روائع الأدب، ودقيق الأحكام فهو:
1 - إحاطة مرتبة الزعامة العادلة الصحيحة العاملة لخير الدنيا والآخرة بهالة من

[1] رواه الطبرانى فى" الصغير" (469) وفى" الأوسط" (3607) والبيهقى فى" الشعب" (3001) عن أنس بن مالك رضى الله عنه. وقال الهيثمى: فيه القاسم بن مطيب قال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا فاستحق الترك. انظر: المجمع (2/ 179). وضعف إسناده محقق" الشعب" (6/ 259).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست