responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 417
السليم، ولا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى، وقالوا: إن فى ذلك جمعا بين الأدلة التى نفت والتى أثبتت، فيكون المراد بالنفى: نفى الإقناع والاستدلال، ويكون
المراد بالإثبات: إثبات الوقوع من حيث هو، وهو مذهب حسن، ورأى معقول لا حرج على قائله ولا الآخذ به، إذ كل ما هنالك تنزيه الإسلام على أن يستخدم هذه الخوارق كنوع من أنواع الأدلة الإقناعية، وهو كذلك.
وقد أكثر جماعة من إيراد المعجزات وتلمس الخوارق؛ والتسليم بكل ما ورد من ذلك من طريق واه، أو ضعيف، بل موضوع، يريدون بذلك: أن يستدلوا لعظمة هذا الدين وعظمة النبى الذى جاء به صلى الله عليه وسلم! فأساءوا من حيث أرادوا الإحسان، ودفعوا غيرهم إلى إنكار الخوارق جملة والقدح فيها، ولا لزوم لشىء من هذا، فإن هذا الدين عظيم متين بوضوح حجته واستقامة طريقه، والرسول صلى الله عليه وسلم كريم أمين بما اختصه الله به من عظيم الفضائل وجميل الصفات، وعموم البعثة وخلود الأثر، وكان فضل الله عليك عظيما.
بقى أن يقال: إن انشقاق القمر معجزة وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إجابة لاقتراح مشركى قريش وقد كذبوا به، ومع ذلك فلم يهلكهم الله تبارك وتعالى ولم يستأصلهم؟!.
وقد أجيب على ذلك بأمور منها: أن هذه المعجزة لم تكن إجابة لاقتراحهم، كما ورد فى حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فإنه لم يذكر فيه أنهم اقترحوا ذلك [1]، ولكن هذا لا ينفى الاقتراح فى روايات أخر [2].

[1] الرواية التى فيها انشقاق القمر دون اقتراح المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظها: «بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اشهدوا». رواه أحمد (1/ 623) والبخارى (3636) ومسلم (2800) والترمذى (3285) وأبو يعلى (4968) وابن حبان (4695) والنسائى فى «الكبرى» (11552) والطبرانى فى «الكبير» (10/ 74) عن ابن مسعود. ورواه الحاكم (2/ 513) عن ابن عباس. ورواه الحاكم (2/ 513) عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما. ورواه الطبرانى فى «الكبير» (12/ 644) عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
[2] الرواية التى فيها انشقاق القمر إجابة لاقتراح المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظها: «أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر». رواه أحمد (3/ 644) والبخارى (3637) ومسلم (2820) والترمذى (3286) وأبو يعلى (3187) والنسائي فى «الكبرى» (11554) والحاكم (2/ 513) عن أنس رضي الله عنه.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست