responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 416
الشيخين والترمذى والنسائى من حديث أبى هريرة مرفوعا: «ما من نبى من الأنبياء إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلىّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» [1] قالوا: فهذا الحديث الصحيح والآيات الكريمة، تنطلق بأن آية النبى صلى الله عليه وسلم هى القرآن الكريم، ولا نعدل عن ذلك لآثار مهما صحت، فهى لا تنهض لمعارضة هذه الأدلة.
وهؤلاء قوم غالون؛ قد ورطوا أنفسهم فيما لا موجب له من تجريح كثير من الأحاديث والأخبار الصحيحة؛ التى لا مغمز فيها سندا ولا متنا، وكلها تنطق بغرائب المعجزات التى وقعت على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما ورد فى حديث نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه الستة إلا أبا داود [2].
وكما فى حديث تكثير الطعام، وقد رواه الشيخان من طرق عدة [3]، وكما فى الأحاديث الكثيرة التى استجاب الله فيها دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم، أو كف عنه الأذى [4]، أو أخبر فيها بما سيقع لأمته من بعده، وكلها صحاح لا مطعن عليها، ولا داعى لتأويلها أو إنكارها من عقل أو نقل.
وفريق ثالث سلم بالمعجزة من حيث هى، وبوقوعها للأنبياء السابقين صلوات الله وسلامه عليهم، وبوقوعها فى هذه الأمة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم متى صح بذلك الخبر، ولكنه نفى أن يكون ذلك لإثبات الرسالة، ولكنه لكشف الأذى، أو لإجابة الدعاء، أو لتثبيت أهل الإيمان، إلخ، ولم يقع شيء فيها إجابة لمقترحات المشركين، أو إقناعا لهم بصدق الرسول، إذ إن دعامة الإيمان فى هذا الدين الإسلامى الحنيف: الاستدلال العقلى

[1] سبق تخريجه.
[2] رواه أحمد (11939) والبخارى (169) و (7573) ومسلم (2279) والترمذى (3631) والنسائى (76) ومالك (64) عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وقال الإمام القرطبى عن أحاديث نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم: قصة نبع الماء من بين أصابعه قد تكررت منه صلى الله عليه وسلم فى عدة مواطن فى مشاهد عظيمة، ووردت من طرق كثيرة، يفيد مجموعها العلم القطعى المستفاد من التواتر المعنوى- انظر: شرح العلامة الزرقانى على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (7/ 3).
[3] رواه البخارى (1401) ومسلم (2039) والدارمى (42) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما.
[4] كحادثة الشاة المسمومة. وتآمر اليهود عليه بإيعازهم لأحد رجالهم أن يلقى بحجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيره مما هو ثابت فى السيرة النبوية والسنة.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست