responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 413
وما نسبوا كذبا إليه، حتى روى مسلم- بسنده- عن طاوس قال: أتى ابن عباس بكتاب فيه قضاء على رضى الله عنه فمحاه إلا قدر، وأشار إلى سفيان بن عيينة بذراعه [1].
وروى كذلك عن حسن بن على الحلوانى بسنده عن أبى إسحاق قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد على رضى الله عنه قال رجل من أصحاب على: قاتلهم الله أى علم أفسدوا [2].
ولا لزوم لأن تحمل الآية الكريمة كل هذه الأقوال، فالله تبارك وتعالى يجيب هؤلاء المقترحين بأن مهمة النبى ليست الإتيان بالآيات، ولكن الإنذار التى تترتب عليه الهداية، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو المنذر لهم لم يكن بدعا من الرسل، فلكل قوم هاد يهديهم، كما قال تبارك وتعالى: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ [فاطر: 24] والله أعلم.
وقد ورد الكلام فى هذه البحوث كلها مطولا فى تفسير المنار فى الأجزاء السابقة:
السابع والحادى عشر، عند الكلام على سورتى: (الأنعام) و (يونس) فليرجع إليه، ففيه بحوث نفيسة لم نرد التطويل بتلخيصها.

الإسلام والمعجزات والعجائب:
ليست الرسالة بدعا من النظم، بل هى- فى حقيقتها ومهمتها- نظام طبيعى بحت يستلزمه هذا الوجود الإنسانى بما جبل عليه من فطر وأخلاق، وإلى هذه الإشارة يقول الله تبارك وتعالى: أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ [يونس: [2]]، وبقوله تبارك وتعالى- حكاية عن نوح عليه السلام-: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 63].
وليس الوحى كذلك بدعا من النظم فى هذا الكون، فهو لا يعدو أن يكون اتصالا

[1] رواه مسلم فى المقدمة (1/ 40) باب النهى عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط فى تحملها.
[2] المصدر السابق.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست