responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 412
إلى خير أو شر، وإذا كان ذلك كذلك فلا قول أولى فى ذلك بالصواب من أن يقال كما قال جل ثناؤه، أن محمدا هو المنذر من أرسل إليه بالإنذار، وأن لكل قوم هاديا يهديهم فيتبعونه ويأتمون به» اه.
وذكر الشيعة أن المراد بالهادي: على كرم الله وجهه، واستدلوا بذلك على خلافته، وأوردوا فى الاستدلال له: ما رواه ابن مردويه والديلمى، وابن عساكر عن ابن عباس قال: لما نزلت (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) الآية، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال: «أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب على كرم الله وجهه فقال: أنت الهادى يا على؛ بك يهتدى المهتدون من بعدى» [1].
وبما أخرج عبد الله بن أحمد [بن حنبل] فى زوائده، وابن أبى حاتم، والطبرانى، والحاكم وصححه، عن على كرم الله وجهه أنه قال فى الآية: رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وأنا الهادى [2].
وفى لفظ: والهادى رجل من بنى هاشم، يعنى نفسه [3].
وقد طال الألوسي فى رد هذا الخبر ومناقشته بما خلاصته: أن تصحيح الحاكم لا يعتد به، وأنه على فرض صحة الخبر: فكل ما فيه أن عليا- كرم الله وجهه- من الخلفاء
الراشدين الهادين المهديين، ولا يخالف فى هذا أحد من أهل الحق [4].
وقال ابن كثير- فى هذا الخبر-: فيه نكارة شديدة. [5].
ولقد أفسد الناس كثيرا مما ينتفع به من علم على- كرم الله وجهه- بما دسوه عليه،

[1] وذكره الطبرى فى تفسيره برقم (2061) وقال ابن كثير: فيه نكارة شديدة. نقلا عن مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرناءوط ورفاقه (2/ 207).
[2] رواه الحاكم وصححه (3/ 140) والطبرانى فى الأوسط (1383) عن على رضى الله عنه. وقال الذهبى: بل كذب، قبح الله واضعه، وفيه حسين بن حسن الأشقر، منكر الحديث، واتهمه أبو معمر الهذلى بالكذب. انظر: مسند أحمد طبعة الرسالة (2/ 306 - 307).
[3] رواه أحمد (1/ 203) عن على رضى الله عنه. وقال محققوه: إسناده ضعيف. انظر: المسند (7/ 306) (1041) وصححه شاكر فى المسند (2/ 227).
[4] انظر: تفسير الألوسي (13/ 108).
[5] انظر: تفسير ابن كثير (2/ 483).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست