responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 390
قوله تعالى: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [غافر: 71، 72]، ثم بينت الآية بعد ذلك: جزاءهم على هذا الجحود، فقال تبارك وتعالى: (وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) فهؤلاء الجاحدون للمعاد، والمكذبون بالبعث، سيذوقون النار ويخلدون فيها، وهذا هو العقاب الطبيعى لهم، فمن جحد المعاد، وكذب بالجزاء: جوزى بما كذب به، حتى يعلم أحقية الخبر وصدق المخبر: وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [السجدة: 20].

الإسلام والمعاد:
جاء الإسلام الحنيف يقرر: أن للناس حياة بعد هذه الحياة الدنيا، هى الدار الآخرة، وأنها الدار الباقية حقا، الكاملة النعيم، الشديدة العذاب كذلك. وأن الناس يبعثون من قبورهم بعد الموت، ليحاسبهم الله على ما قدموا من الأعمال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8]، وأن هذا البعث سيكون للأجسام وللأرواح جميعا، وأن هذا النعيم أو العذاب حسى ومعنوى معا، وآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ناطقة بذلك كله على وجه لا يحتمل التأويل ولا التعطيل.
وقد سلك القرآن فى تقرير هذه العقيدة، ورد الشبهات عنها، وتصوير ما يكون من شأن القيامة وأهوالها، وذكر المناظرات بين أهل الطاعة وأهل العصيان فيها، وبيان الغاية منها، والاستدلال على ذلك كله تارة بعجائب صنع القدرة الإلهية، وأخرى بالمشاهد الكونية من الإيجاد بعد الإعدام، وغرائب حياة الجنين والنبات، ولفت الأنظار إلى ابتداء الخلق على غير مثال، والاعادة أهون من الابتداء، وأنت ترى ذلك كله منثورا فى ثنايا كتاب الله تبارك وتعالى، وفى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإليك بعض هذه الآيات البينات:

[بعض آيات البعث فى القرآن]
1 - فى سورة (الإسراء): وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49)

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست