responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 343
وأيضا فمن علامات المكى: أن يغلب فيه الخطاب والتعبير ب (يا أَيُّهَا النَّاسُ) ونحوها من ألفاظ العموم، على حين أن الخطاب والتعبير يغلب فى المدنى أن يكون ب (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ونحوها.
والناظر فى مقاصد السورة الكريمة يراها بحال المكيين وموقفهم أخلق، فنحن نرجح القول بمكية معظمها، والله أعلم.

[عدد آيات السورة]
وعدد آياتها: ثلاث وأربعون عند الكوفيين، وخمس وأربعون عند الشاميين.
والسبب فى ذلك: اختلافهم فى أن الآية الأولى: المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ، أو أن (المر) وحدها آية، و (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) آية ثانية، وما بقى بعد ذلك آية ثالثة، فعلى الأول هى ثلاث وأربعون، وعلى الثانى هى خمس وأربعون مع الاتفاق على جواز الوقف، بل على استحسانه فى كل موضع من هذه المواضع.

المقاصد العامة فى السورة:
عرضت السورة الكريمة لتقرير عظمة الخالق، وإثبات المعاد، والرد على منكريه مع التقديم لذلك بعرض الأدلة من ظواهر هذا الكون العجيب، والتقفية [1] بضرب الأمثلة الرائعة لكل من الحق والباطل.
ثم عرضت بعد ذلك لقسمى المؤمنين والمخالفين، وأوصاف كل منهما، والأخلاق التى تبنتها فى نفسه العقيدة وتنميها، وجزاء كل من الفريقين فى الدنيا والآخرة، ثم تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم وارتقاب يوم الفصل الذى يعلم فيه الجاحدون لمن عقبى الدار.
وتستطيع أن تجمل هذه المقاصد السامية فى أنها: إثبات التوحيد والمعاد، وبيان ما ينتج من الإيمان بهما من أخلاق فاضلة وجزاء حسن كريم، والمقابلة بين ذلك وضده كما هى عادة القرآن.

[1] التقفية أى المتابعة: انظر: مختار الصحاح ص 547.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست