responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 31
طالب فى كليات الآداب أو الدراسات الإسلامية الثلثين الباقيين، بحيث لا يجاز بشهادته إلا إذا أدى امتحانا دقيقا تاما فى القرآن كله، ويحفظ كل طالب فى الكليات الأخرى خمسة أجزاء ليتم بذلك حفظه لنصف القرآن، ولا يعطى شهادته كذلك إلا بامتحان دقيق فى كتاب الله" [1].
ولعلّ السبب وراء اقتناع الإمام البنا بأن حفظ القرآن يسبب عبئا على الطفل، من حيث حرمانه من الاستفادة بمواهب أخرى من الممكن أن تنمى فى صغره بجانب الحفظ للقرآن.
ولعلّه بنى رأيه على أن الأفضل أن يحفظ الإنسان ما يعى، ومن ذهب إلى هذا الرأى مستنده: سلوك الصحابة رضوان الله عليهم الذى كان الصحابىّ منهم لا ينتقل من حفظ العشر آيات، حتى يعيها، ويطبقها عمليّا، ثم ينتقل إلى غيرها [2].
ولكن هذا معناه: أن يظل الإنسان طوال عمره يحفظ القرآن ولن يحفظه، وهذا معناه أيضا أن الأعجمى الذى لا يفهم اللغة العربية وبالطبع القرآن الكريم أيضا لن يحفظ القرآن، لأن كثيرا منهم- بل معظمهم- يحفظ القرآن ولا يستوعب معناه، فهذا معناه أن الأعجمى لن يحفظ القرآن الكريم.
وأرى أنّ الرأى الأقرب للصواب فى هذه المسألة: هو ما ذهب إليه القائلون بأفضلية حفظه فى الصغر.
وأنقل هنا رأى واحد من القائلين بأفضلية حفظ القرآن فى الصغر، وهو الشيخ القرضاوى- حفظه الله- فى معرض رده على الذين هاجموا مكاتب تحفيظ القرآن للصغار، بدعوى أنها تعتمد على الحفظ دون الفهم، فقال:
" ولقد رأينا بعض التربويين المعاصرين ينتقدون حفظ القرآن فى الصغر، لأنه حفظ دون فهم، ولا ينبغى للإنسان أن يحفظ ما لا يفهم.

[1] نقلا عن مقال (ليسمع الدكتور طه) للإمام البنا نشر فى مجلة (النذير) فى العدد (6) من السنة الثانية المنشور فى يوم الاثنين 6 من صفر سنة 1358 هـ.
[2] أثر لابن مسعود رضى الله عنه. انظر: زاد المسير لابن الجوزى (1/ 4) وتفسير ابن كثير (1/ 4).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست