responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 299
غزوة تبوك (1)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة: 38، 39].

[سبب النزول]
وسبب نزول هذه الآيات الكريمة: استنهاض همم المسلمين لينفروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك، وهى آخر غزواته عليه الصلاة والسلام، وقد كانت فى ساعة عسرة والناس فى قيظ وحر وجدب [2] كما قال الله تبارك وتعالى فى الآية الأخرى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ [التوبة: 117].
كانت هذه الغزوة فى شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، وكان السبب فيها على ما ذكره ابن سعد [وشيخه] وغيره: أنه قد بلغ المسلمين من الأنباط الذين يقدمون من الشام إلى المدينة أن الروم قد جمعت جموعا، وضمت إليها قبائل لخم وجذام وغيرهم من متنصّرة العرب، ووصلت مقدمتهم إلى البلقاء، فلم ينتظر النبى صلى الله عليه وسلم وصولهم إلى المدينة، وعاجلهم بالخروج إليهم، وندب الناس إلى غزوهم رغم ما كانوا فيه من عسرة [3].
وروى الطبرانى من حديث عمران بن حصين قال: كانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل تخبره خبر النبى صلى الله عليه وسلم، وتقول: إن هذا الرجل الذى خرج يدعى النبوة، ضعف وأصابت قومه سنون أهلكت أموالهم، فبعث أحد قواده ومعه أربعون ألفا، فتجهز لهم

(1) نشرت فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية فى العدد (182) الصادر فى 14 من صفر سنة 1367 هـ- 27 من ديسمبر سنة 1947 م.
[2] انظر: المغازى للواقدى (3/ 989، 990).
[3] فتح البارى (9/ 448) وابن سعد فى" الطبقات الكبرى" (2/ 165).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست