responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 298
ابتداء، فالمشركون أهل باطل، والمؤمنون أهل حق، وما التقى الباطل والحق إلا اصطرعا جميعا، ويديل الله للحق من الباطل، ويقذف به عليه فيدمغه فإذا هو زاهق، ولكن الأمور لا تجرى دائما على هذا الوضع النظرى، بل قد يقاتل بعض المشركين بعض المسلمين، وحينئذ يكون القتال فرض عين على من ندبهم الإمام له، وفرض كفاية على
الأمة كلها، وإذا أعلن الإمام النفير العام فقد وجب القتال على الجميع.

أحكام النّسيء:
والنّسيء فى اللغة: التأخير [1]، وعملا: تغيير الشهور عن أوضاعها وتأخير حرمة بعضها تعجيلا فى القتال والغارة، وكانت الصورة الغالبة فيهم بعد أن ينتهوا من الحج يقف أهل بنى كنانة مّمن وكل إليهم النسيء- وقد انتهى ذلك قبيل الإسلام- إلى أبى ثمامة القلمى بن أمية بن عوف فيقول: إنى لا أحاب ولا أعاب ولا يرد ما قضيت به، وإنى قد أخّرت حرمة المحرم، وجعلتها فى صفر، فيمضى الأمر بينهم على ذلك، ويقتتلون فى المحرم ويتهادنون فى صفر مع بقاء كل شهر على اسمه. وقد تتغيّر هذه الصورة فيطلق على صفر اسم المحرم، وتتغيّر أسماء الشهور كلها بذلك التغيير، ويجعلون السنة ثلاثة عشر شهرا أو اثنى عشر شهرا وعشرين يوما تسمى النسيء، أو يضيعون حرمة الشهور كلها، ويحلون فيها القتال كما كانت تفعل طىء وخثعم، وكان صاحب النسيء يحل دماءهم مع تأخير حرمة الشهر.
وقد سمّى القرآن الكريم هذا النسيء: زيادة فى الكفر، ووصفه بأنه ضلال وإضلال للناس، وأنه عمل سيئ زيّن لفاعله مع أنه لا خير فيه ولا هداية، والله لا يهدى القوم الكافرين.

[1] انظر: معانى القرآن للفراء (1/ 436 - 437) وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 186.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست