responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 275
[من أحكام القتال والجزية] (1)
قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ [التوبة: 29].
وفى الآية مباحث منها:

حكم القتال فى الإسلام:
وقد قال الفقهاء: وتظاهرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة: إن القتال فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين [2].
وهو فرض كفاية لحماية الدعوة الإسلامية، وتأمين الوطن الإسلامى، فيكون واجبا على من تتم بهم هذه الحماية وهذا التأمين.
وليس الغرض من القتال فى الإسلام إكراه الناس على عقيدة أو إدخالهم قسرا فى الدين، والله يقول: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة: 256] كما أنه ليس الغرض من القتال كذلك الحصول على منافع دنيوية أو مغانم مادية، فالزيت والفحم والقمح والمطاط ليست من أهداف المقاتل المسلم الذى يخرج عن نفسه وماله ودمه لله بأن له الجنة: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 111]، والغنيمة بعد ذلك خير ومكافأة دنيوية يسوقها الله للمقاتلين فى سبيله مع النصر والأجر، وليست من مقاصدهم ولا من أهدافهم [3].

(1) نشرت فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية فى العدد (175) الصادر فى 25 من ذى الحجة سنة 1366 هـ- 8 من نوفمبر سنة 1947 م.
[2] انظر: فتح القدير (4/ 278) وحاشية ابن عابدين (3/ 239) نقلا عن: الفقه الإسلامى وأدلته (8/ 5851) للدكتور وهبة الزحيلى. طبعة دار الفكر المعاصر.
[3] تعرض الإمام الشهيد لغاية المسلم من القتال عدة مرات، فقد ذكرها مرة أخرى فى مقال بعنوان: (فى سبيل الكرامة) وهو مجموع فى هذا الكتاب، وذلك عند تعرضه لقوله تعالى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة: 190]، ومرة ثالثة فى مقال بعنوان: (السلام وحكمة مشروعية القتال فى الإسلام) فى العدد الرابع من مجلة (الشهاب) الشهرية.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست