اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 276
والمقاتل المسلم أرحم المقاتلين وأبرّهم بخصومه محاربين أو أسرى، وهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لقواد الأجناد:" لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا شيخا كبيرا، ولا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تعقروا بعيرا إلا للأكل، وستمرّون على أقوام ترهّبوا فى الصّوامع فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له" [1].
حكم قتال أهل الكتاب:
وأهل الكتاب يقاتلون كما يقاتل المشركون تماما إذا اعتدوا على أرض الإسلام، أو حالوا دون انتشار دعوته، وكل ما هنالك من فرق أنّ المشركين من العرب لا يقبل منهم حين يقاتلون إلا الإسلام حتى لا يكون فى جزيرة العرب دينان، وهى (دار الإسلام الدينية الخالدة) وأما أهل الكتاب فقد ترخّص الإسلام فى أمرهم، وأجاز الاكتفاء بأخذ الجزية منهم، فمتى تعهدوا بأدائها، ورضوا بها فقد وجب أن يرفع عنهم السيف، ومثلهم فى ذلك المجوس والصابئون والمشركون من غير العرب والوثنيون كذلك فى أرجح الأقوال، وفى المسألة خلاف بين الفقهاء وأرجحها وأولاها بالتطبيق ما ذكرنا هنا إن شاء الله.
أوصاف أهل الكتاب فى الآية:
وقد وصفت الآية أهل الكتاب- وهم فى عرف الإسلام: اليهود والنصارى- بثلاث صفات: بأنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وبأنهم لا يحرّمون ما حرم الله ورسوله، وبأنهم لا يدينون دين الحق، وذلك معلوم من سيرتهم ومن كتبهم، فهم وإن اعترفوا بالألوهية من حيث هى فهم يخلطون فى صفات الله تبارك وتعالى وأفعاله تخليطا عجيبا، وهم وإن آمنوا بالجزاء والدّينونة واليوم الآخر بمعناه الأعم فإنهم لا يتصورون فيه نعيما حسيّا ولا عقابا ماديّا. [1] فى هذه الوصية ما ورد مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قوله:" اخرجوا باسم الله، فقاتلوا فى سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع" رواه أبو يعلى عن ابن عباس رضي الله عنهما، ورواه أحمد (4/ 420) والبيهقى فى" السنن" (9/ 69) مختصرا، عن صفوان بن عسال رضي الله عنه. أما هذه الوصية الكاملة فهى وصية أبى بكر الصديق للجند عند الخروج للقاء العدو، انظر:" معجم الصغير" للطبرانى حديث رقم: (969).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 276