اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 268
وكذا- وهو تأدّب من الراوى فسّرته رواية أبى سعيد قال:" أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدّقتم: أتيتنا مكذّبا فصدّقناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فواسيناك- وفى رواية من حديث أنس- أفلا تقولون: جئتنا خائفا فأمّنّاك، وطريدا فآويناك، ومخذولا فنصرناك"؟ فقالوا:" بل المنّ علينا لله ورسوله" ثم قال:" ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبى إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا، لسلكت وادى الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار.
إنكم ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقونى على الحوض، فبكى القوم حتى اخضلّت لحاهم بالدموع، وقالوا:" قد رضينا يا رسول الله" [1].
5 - المؤلفة قلوبهم:
وروى أحمد ومسلم من حديث رافع بن خديج قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل يتألّف بها قلوبهم، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فقال عباس:
أيجعل نهبى ونهب العب ... يد بين عيينة والأقرع
فما كان بدر [2] ولا حابس ... يفوقان مرداس فى مجمع (3)
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفع (4)
فأتمّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة [5]. [1] رواه أحمد (4/ 631) والبخارى (4330) ومسلم (1061) عن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه. ومعنى: عالة: فقراء. والشّعب: الطريق فى الجبل. والشّعار: الثوب الذى يلى الجلد من الجسد.
والدّثار: الثوب فوق غيره من الثياب. [2] فى كثير من كتب السيرة (حصن) بدلا من كلمة (بدر).
(3) بعد هذا البيت يوجد بيت آخر- كما ذكر صاحب" سبل الهدى والرشاد"- وهو:
وقد كنت فى الحرب ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
(4) انظر: سبل الهدى والرشاد للصالحى (5/ 580) وقد ذكر ابن عبد البر الأبيات بصيغة أخرى، مع نفس القصة، انظر:" الدرر فى اختصار المغازى والسير" لابن عبد البر ص 232 بتحقق: د: شوقى ضيف. طبعة دار المعارف. [5] رواه مسلم (1060) والبيهقى فى" السنن" (10/ 107) عن رافع بن خديج رضي الله عنه. ولم أجده فى مسند أحمد، وقد نقل الإمام البنا الحديث من تفسير المنار مقلدا له دون مراجعة (10/ 259).
وانظر: فتح البارى (8/ 55، 56).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 268