اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 267
وعماتك وحواضنك اللاتى كنّ يكفلنك وأنت خير مكفول. وأنشد أبياته المشهورة التى فى أولها:
امنن علينا رسول الله فى كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر (1)
وإنما يريد بخالاته وعمّاته عليه الصلاة والسلام: قرابة الرضاع، فقد استرضع فى بنى سعد بن بكر عند حليمة السعدية وهى من هوازن، وكان فى السبايا: أخته الشيماء، وقد أكرمها وحباها صلى الله عليه وسلم [2]، فقال النبى عليه الصلاة والسلام:" سأطلب لكم وقد وقعت المقاسم ومعى من ترون، وأحبّ الحديث إلىّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبى وإما المال"؟ فقالوا: خيرتنا يا رسول الله بين الحسب والمال، فالحسب أحب إلينا، ولا نتكلم فى شاة ولا بعير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما الذى لبنى هاشم فهو لكم، وسوف أكلم لكم المسلمين، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال:" أما بعد: فإن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإنى قد رأيت أن أردّ إليهم سبيهم، ولقد رددت الذى لبنى هاشم عليهم، فمن أحب أن يطيب بذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل" فقال الناس:" يا رسول الله قد طبنا بذلك يا رسول الله" وردوا عليهم ما كان لهم من سبى [3].
4 - قسمة الغنائم:
روى أحمد والبخارى ومسلم من عدّة طرق من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله يوم حنين قسم فى الناس فى المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال:" يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلّالا فهداكم الله بى، وكنتم متفرّقين فألّفكم الله بى، وكنتم عالة فأغناكم الله بى" كلما قال شيئا قالوا:" الله ورسوله أمنّ". قال:" ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله؟ كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن". قال:" لو شئتم قلتم: جئتنا كذا
(1) انظر: فتح البارى (8/ 33، 34). [2] ذكره ابن هشام (4/ 91) وابن القيم فى" زاد المعاد" وقال محققاه: رجاله ثقات لكنه منقطع. وانظر:
أسد الغابة (7049) والإصابة (4/ 335). [3] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 135، 136) وابن القيم فى" زاد المعاد" وقال محققاه: إسناده حسن.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 267