responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 234
والفاضحة: لأنها فضحت المنافقين. عن سعيد بن جبير، قلت لابن عباس: سورة التوبة، فقال: بل هى الفاضحة ما زالت تقول:" ومنهم، ومنهم" حتى ظنوا ألا يبقى أحد إلا وذكر فيها [1].
وهى سورة العذاب: لأنها تتوعدهم به. وهى المخزية: لأن فيها خزيهم. وهى المدمدمة: لأنها تدمدم عليهم بالهلاك. وهى المشرّدة: لأنها شرّدت جموع المنافقين لما كشفت من دسائسهم ومؤامراتهم. وهى المثيرة: لأنها أثارت مخازيهم، وكشفت عن أحوالهم، وهتكت أستارهم، فهذه عشرة أسماء لهذه السورة، ولها بعد ذلك أسماء أخر [2] وكلها تشير إلى ما تضمنته من تصوير النفوس والمجتمعات [3].

ترك البسملة فى أولها:
قال محمد بن الحنفية: قلت لأبى- يعنى- علىّ بن أبى طالب كرم الله وجهه: لم لم تكتبوا فى براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟
قال: يا بنىّ إنّ براءة نزلت بالسيف، وإن بسم الله الرحمن الرحيم أمان [4].

[1] رواه البخارى فى صحيحه (4882) ومسلم (3031).
[2] وهى سورة البحوث لأنها تبحث عن سرائر المنافقين، قاله المقداد بن الأسود انظر:" سنن البيهقى" (13/ 231). وهى الحافرة، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قاله الزجاج. انظر فى أسماء السورة: زاد المسير (3/ 389)، و «المحرر الوجيز» لابن عطية (6/ 396) و «روح المعانى» للآلوسى (10/ 240). وقد ذكر الإمام السيوطى لها بضعة عشر اسما، انظر:" الإتقان فى علوم القرآن" (1/ 155، 156).
[3] اعتاد الإمام البنا رحمه الله قبل الخوض فى تفسير أى سورة أن يبيّن التناسب بين السورة وما قبلها، والغريب أنه لم يفعل ذلك فى هذه السورة، وإننى تتمة للفائدة أنقل هنا التناسب بين سورة التوبة وما قبلها (سورة الأنفال) مما كتبه العلامة المجدد محمد رشيد رضا، يقول رحمه الله:" وأما التناسب بينها وبين ما قبلها فإنه أظهر من التناسب بين سائر السور بعضها مع بعض، فهى كالمتمّمة لسورة الأنفال فى معظم ما فيهما من أصول الدين وفروعه والسنن الإلهية والتشريع- وجله فى أحكام القتال وما يتعلق به من الاستعداد له، وأسباب النصر فيه وغير ذلك من الأمور الروحية والمالية- وأحكام المعاهدات والمواثيق من حفظها ونبذها عند وجود المقتضى له، وأحكام الولاية فى الحرب وغيرها بين المؤمنين بعضهم مع بعض والكافرين بعضهم مع بعض، وكذا أحوال المؤمنين الصادقين والكافرين والمذبذبين من المنافقين ومرضى القلوب، فما بدئ به فى الأولى أتم فى الثانية". انظر: تفسير المنار (10/ 147).
[4] رواه الحاكم (2/ 361) عن ابن عباس، وضعف السيوطى إسناده فى" قطف الأزهار فى كشف الأسرار" (2/ 1129) طبعة قطر. وانظر: زاد المسير (3/ 390) وذكره القرطبى (8/ 62).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست